التقى الوفد، خلال زيارته للمجتمعات المحلية في جنوب تركيا من 4-6 أبريل، بالكنائس في مرسين، الإسكندرون، وأنطاكية، بما في ذلك المجتمعات في بطريركية أنطاكية الأرثوذكسية اليونانية، بطريركية القسطنطينية الأرمنية، والكاثوليك اللاتين وغيرهم.
وقال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القس الدكتور جيري بيلاي أن "الزيارة رمزية للغاية تأتي أثناء الأسبوع المقدس الغربي، والأسبوع الأخير من الصوم الكبير في التقويم الشرقي. وأنه لأمر محزن حقا أن نرى الدمار والضرر الذي أحدثه الزلزال في تركيا. وبصرف النظر عن تدمير المباني والمنازل والممتلكات والكنائس هناك الآثار العاطفية والنفسية التي يعاني منها الكثير من الناس الذين فقدوا أحبائهم وكل شيء تقريبا."
وقال بيلاي: "زرنا مرسين والإسكندرون وأنطاكية. لقد تألمت كثيراً لرؤية معظم أنطاكية مدمرة بالكامل والآن خاوية على عروشها. فإن قادة الكنيسة قلقون جدا من تناقص أعداد المسيحيين في تركيا وما إذا كان المسيحيون الآن سيعودون إلى هذه الأرض التي لديها الكثير من التاريخ المرتبط بالكتاب المقدس." وأضاف: "نصلي من أجل أن يتمكنوا من الاستمرار في الحفاظ على وجود مسيحي حيوي في هذه المدينة التاريخية."
وأكد بيلاي إن "الحاجة القصوى في الوقت الحالي هي توفير السكن للنازحين والتمويل لإعادة بناء المدن المدمرة. كما تحاول الكنائس بناء منازل مؤقتة للناس وتطلب المساعدة".
في أعقاب الزلزال، هناك حاجة ماسة تتعلق بنقص الغذاء والماء والرعاية الصحية، ويواصل العديد من المستجيبين الأوائل العمل في ظل ظروف شديدة الخطورة.
تسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في دمار هائل من حيث الأرواح والممتلكات: ففي تركيا وحدها، توفي 45 ألف شخص تحت أنقاض أكثر من 230,000 مبنى منهار، وأجبر 1.7 مليون على العيش في الخيام، وأصبح ما يقرب من 3 مليون بلا مأوى، وتأثرت سبل العيش لحوالي 9 مليون شخص بشدة.
وقال الأمين العام لتحالف "كنائس للعمل معاً"، روديلمار بوينو دو فاريا:" في أعقاب الزلزال، فعلت الكنائس ما كانت تفعله دائما، وفتحت أبوابها وقلوبها وأيديها لمساعدة جيرانها الذين تأثروا بهذا الحدث المأساوي."
وأضاف بونو دي فاريا قائلاً: "خلال هذه الزيارة، رأينا التزام الكنائس بهذا العمل، وبمواصلة خدمة المتضررين من الزلزال بروح الدياكونيا المسكونية". واختتم فاريا بالقول: "الحاجة إلى دعم مالي دولي أمر بالغ الأهمية، لأن عملية إعادة الإعمار ستستغرق وقتا وستكون مكلفة".
وقد جمع شركاء تحالف "كنائس للعمل معاً" والعديد من الكنائس الأخرى في جميع أنحاء العالم الأموال وأرسلوا خبراء في المجال الإنساني لإجراء التقييمات وإعداد الإغاثة، ويتعاون العديد منهم بشكل وثيق مع المنظمات الشريكة المحلية في المنطقة.
وبحسب تقرير تحالف "كنائس للعمل معاً" عن الوضع، فإن الاحتياجات ذات الأولوية للمتضررين من الزلزال هي إعادة التأهيل وإصلاح المنازل المتضررة، والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، والمساعدة الغذائية، وحزم النظافة والكرامة، والمأوى، والمياه، والصرف الصحي، والغذاء، والغذاء، والمساعدات النقدية.
لا يزال العديد من الأطفال يظهرون علامات الاكتئاب، ولا تزال هناك حاجة كبيرة إلى خدمات الدعم النفسي الاجتماعي، والأنشطة الترفيهية، والأماكن الصديقة للأطفال، والمساعدات الطبية، والخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين.
واختتم بيلاي قائلا: "نشجع أعضاء مجلس الكنائس العالمي وغيرهم على تقديم الصلوات والدعم المستمرين للناس في تركيا والأجزاء الأخرى من العالم المتضررة من الزلازل والكوارث. وفي هذا الوقت من عيد الفصح، نتذكر أن الخادم المتألم هو مع شعب الله المتألم على الأرض. ليمنحنا الرب القائم من الموت، يسوع المسيح، الرجاء والسلام في هذه الأوقات العصيبة. في المسيح نجد أملنا!"
يتكون وفد مجلس الكنائس العالمي وتحالف "كنائس للعمل معاً" من القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي؛ روديلمار بوينو دي فاريا، الأمين العام لتحالف "كنائس للعمل معاً"؛ ولاكي فينغاس، رئيس البطريركية المسكونية والممثل المنتخب السابق لمؤسسات الأقليات في تركيا.
مزيد من الصور عن زيارة التضامن